عجوز وحيدة مكتئبة منطوية لم تتزوج تعيش بمفردها فى جسدها جميع امراض الدنيا واهنة للغاية لاتختلط باحد تخاف من كل الناس لا تفتح بابها لاحد .............................. كل تلك الاقوال يرددها عنها سكان عقارها وسكان المنطقة المحيطة المجاورة بها انها العجوز هدى امرأة وحيدة تعدى عمرها ال 65بقليل تعيش وحيدة توفى ابويها منذ زمن ولم يكن لها سوى اخ وحيد يصغرها بعاميين فقط تزوج وانجب وسافر لاحد الدول العربية وعاش بعيدا يزورها كل عاميين عدة مرات ويداوم على الاتصال بها كلما سنحت لة ظروفة................ من يرها حينما كانت فى ريعان شباباها؟؟؟؟ كانت تفيض حيوية وشبابا ومرحا تملأ المكان ضحكا كانت فتاة فى العشرين تقترب لسلوك الذكور اكثر فى مشيتها وتصرفتها ربما يعود هذا لتربية خاطئة جنت عليها من اب ريفى يكرة الاناث ويفضل اخيها عليها او ربما لمجتمع وصمها مرة بتلك السبة واخذ يكررها فصارت حقيقة وتوارت صفاتها الحقيقة لم تكن قبيحة بل كانت على قدر هادىء من الجمال خفيفة الدم جدا عندما انهت هدى دراستها الجامعية كانت خائفة وكأنها كانت تبصر مصيرها المظلم الكئيب من وحدة وعنوسة والم راح عليها اجيال وولدت اجيال معظم صاحبتها تزوجن وانجبن كانت لها صديقة عزيزة فى ايامها البعيدة تذكر يوم زفافها وهى صغيرة تزوجت صديقتها وهى صغيرة جدا لم تكن تحقد عليها بل فرحت لها وتمنت الفرح لنفسها وبكت حينما تركتها صديقتها وهاجرت لبلاد اوروبية بعيدة مع زوجها وكم كانا على اتصال قوى فى اولى سنوات الغربة ثم اخذ يقل شيئا فشيئا حتى مضى بها قطار سنوات العمر فى عمر ال30 والذى ينبغى ان تكون فى عز سنوات شبابها وشهواتها وعنفوانها لكنها لم تتزوج او ترتبط كانت تتوارى من اعين الناس فى كل مناسبة لكى لا تسمع او ترى ما يجرح كرامتها،،،،،،،، المتزوجة تخشى من ان تحسدها هدى والصغيرة المخطوبة توارى يدها كى لا تلاحظ هدى خاتم خطبتها تسربت لها ملامح الشيخوخة باكرا جدا وطعنتها الصدمة حينما تزوج اخيها وعمرها 35 عاما وعمرة 33عاما لم تكن تريد ان تحضر زفاف اخيها الاصغر منها فهى عانس فى نظر الناس واخيها الرجل يتزوج ومضت السنوات مسرعة كالسهم وتوفى الاب وتبعتة الام وهدى وحدها لا تخرج الا نادرا ستائر البيت سوداء ولا يفتح التلفاز او المذياع تعتمد على ابنة حارس العقار الصغيرة فى الحصول على احتياجتها من السوبر ماركت وتعطيها ما يرضى اللة اذا ما فتح باب شقتها شممت رائحة الكتمة او كما يقولون""" الكمكمة""" ترتسم على وجهها خطوط الذكريات هنا وفى السنوات البعيدة كنت ما ازال شابة اضحك والعب هنا مع امى كنا فى تعب الثانوية العامة هنا على هذة المنضدة الواسعة ذات الشكل القديم اجتمعت بالاهل فى موائد افطار او سحور ليالى رمضان البعيدة الجميلة وتوارى الزمن ولم يبقى لها من كل شىء الا الذكرى وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااة من الم الذكرى تحب الزرع البسيط وتروى الطين كل يوم لا تروية بالماء بل بالدموع هل يصدق احد ان هدى ضعيفة النظر للغاية ؟؟؟؟؟؟؟؟لكم تميزت هدى بعينان واسعتان جميلتيين لكم كانت حادة النظر انما ابيضت عيناها من الحزن والبكاء فى احد الايام كانت تمشى وحيدة فى السوق من المرات النادرة التى تخرج بها من مسافة قريبة لمحت صديقتها الغالية بصحبة زوجها وقد كبرت وكبر حولها اولادها توارت هدى خلف طرحتها وانحناء ظهرها وملامح شيخوتها والم عنوستها ونار حرمنها من رجل يشاركها كل شىء يشبع شهواتها زوج حنون يتقى اللة فيها لا تريد ان تراها رفيقة الصبا والايام البعيدة الحلوة كى لا تسالها هل تزوجتى ام لا ومرت بجانبها ولم تعرفها صديقتها........................................... ................... كل شىء كئيب وحيد مؤلم كل شىء لم يبقى منة الا الذكرى حتى تلك ليست هدى انما هى ذكرى هدى شبح هدى كم ملئت هدى اى مكان تذهب بة فرحة وفكاهات وماتت الفكاهات حينما تزوج جميع بنات خالتها الاصغر منها وتكررت حكاية الخوف من الحسد نبذها الكل وابتعدوا عنها عجوز وصلت لعامها 65 او اكثر وحيدة ضعيفة تبكى امها المخلوق الاكثر حبا لها تذكر امها لحظة وفاتها وهى تجود بروحها وتنظر لهدى وكأنها تعرف مصيرها تريد ان تاخذها معها دائما كما كانت لم تفارقها فى حياتها دائما وكأن القبر مكان للتسوق........................... فى احد ليالى الشتاء الباردة كان اخيها يزورها بصحبة زوجتة كان المرض ياكل جسدها والم الذكرى يطعنها والوحدة تخنقها احست بهواء الخارج يناديها منذ متى لم اخرج؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ """" الليلة باردة للغاية يا هدى غدا ساصطحبكم للتنزة فى مكان مغلق فالشتاء قارس هذا العام.""" قالها اخيها بعبارت مقتضبة كم كانت تحب الشتاء فهى من مواليد الشتاء كانت تسعد بة وبالمطر فى ايامها البعيدة الجميلة قامت من غرفتها فى الواحدة ليلا واهنة تستند الى كل حوائط المنزل اينما نظرت ترى جدتها كانت هنا تجلس وتجمعهما اطفال العائلة لتقص لهم القصص او اخيها وهما يلهوان صغارا او ابيها او ايام وليالى مذاكرتها او لحظات فرح والم ارتدت ملابسها المعتادة ومدت يدها المتهالكة الى مزلاج الباب وضغطت بضعف مرات ومرات فتحت الباب لفحتها قوة الهواء الشتوى البارد اننا فى يانير يا هدى رنت كلمة اخيها فى اذنها استندت بوهن وخطت خارج الباب ترى نفسها تخرج لتلحق بصلاة العيد قديما او بالامتحان او بصديقتها التى تستعجلها لميعاد المحاضرة فى الايام البعيدة بهدوء استقلت المصعد ونزلت الكل معتكف فى بيتة من شدة البرد وقوة الرياح وغزارة المطر رأت الشارع واحست بالهواء يملأ رئتيها لا سيارات مارة الا من تاكسى اجرة يضىء نورة تحت القمر الم المرض يزداد والم الذكريات اشد وقف لها التاكسى وفتح الباب ركبت سالها الرجل وهو يرتعد من البرد""" الى اين يا حاجة""" بصوت كالمسحورة اجابت""" الى البحر"" تعجب الرجل وظنها مجنونة لم يكلف نفسة عناء السؤال عادى ياما بيورد علينا اشكال لم تطل المدة ثم قال رصيف البحر اهو يا حاجة بسرعة وحياتك الجو ليل والدنيا مطر عايز اروح للست والعيال ربنا يخليلك ولادك وولاد ولادك يا احمق انا عااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااانس عجوووووووووووووووووووووووووووووووز يستعجلها تنزل ببطىء ووهن تشدد سرعة الرياح الساعة تجاوزت الثالثة ليلا لا احد بالشارع كازينو بعيد يضىء انوارة لا احد على البحر الامواج شديدة الارتفاع تصطدم بالرصيف وبالشارع هدى تقترب بوهن وضعف الم الذكريات كم خرجت للمصايف كم نزلت البحر فى ايام الصيف البعيدة هدى وصلت للكورنيش البحر اسود اسود عالى عالى عالى صوت الامواج رهيب ومرتفعة بصعوبة بالغة صعدت سطح الرصيف فتحت زراعيها للهواء على البعد رات امها شعرت بان عنفوان الشباب يرتد لها سمعت صوت ضحكة صديقتها واشتمت رائحة جدتها بقوة سقطت هدى مختلا توازنها قاومت حتى لا تسقطت انها لا تريد الانتحار تريد فقط ان ترى البحر اصوات المحبيين الذين رحلوا نادتها الليلة يا هدى تعالى البحر يريدك جرفتها الامواج العاتية بعيدا بعيد بعيدا